التين و الزيتون

هما ثمرتان طيبتان أقسم الله سبحانه وتعالى بهما في القرآن الكريم.. قال سبحانه: (( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ﴿1﴾ وَطُورِ سِينِينَ ﴿2﴾ )) التين: 1،2

التين والزيتون

ولم يذكر التين في القرآن إلا مرة واحدة، في هذه السورة .. أما الزيتون فقد ذكر في ست آيات من سور القرآن الكريم.

أولاً التين:

ذكر الإمام ابن قيم الجوزية في كتابه (( زاد المعاد )):
ويذكر عن أبي الدراء : أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم طبق من تين، فقال: "كلوا" .. وأكل منه .. وقال: (( لو قلت إن فاكهة نزلت من الجنة قلت هذه، لأن فاكهة الجنة بلا عجم، فكلوا منها، فإنها تقطع البواسير، وتنفع من النقرس )).
ومن فوائد التين:

التين منجم الأملاح المعدنية:

وثمرة التين حلوة غنية بالطاقة الحرارية، كما أن التين غني بأملاح الحديد اللازمة لتكوين هيموجلوبين الدم، لذا فهو مفيد في حالات الانيميا ( فقر الدم ) .. وكذلك أملاح الزنك، والصوديوم، والبوتاسيوم ... وهو غني أيضا بالفيتامينات، وبخاصة فيتامين: أ ، ب ، ج ، ك .. وهذا الأخير مفيد في عملية تجلط الدم ( الجلطة ) وإيقاف النزيف.
والتين سواء استخدم طازجاً ، أو مجففاً ، فهو مغذ ، ملين ، ملطف.

كل أوراق التين ولا تخف !

إنها غنية بالمعادن وبخاصة الحديد .. وبها نسبة جيدة من البروتين .. لذا يمكن أكلها بدون تردد ..

ثانياً الزيتون:

روى الترمذي عن ابن ماجة عن حديث أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( كلوا الزيت، وادهنوا به، فإنه من شجرة مباركة )).
والمقصود بالزيت هنا، زيت الزيتون، وبالشجرة المباركة، شجرة الزيتون .. وهكذا سماها القرآن الكريم في قول الحق سبحانه وتعالى: ((اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) النور:35
وروى الطبراني عن الصعب بن حكيم عن أبيه عن جده قال: ضفت عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، ليلة عاشوراء، فأطعمني رأس بعير بارد، وأطعمنا زيتا، وقال: هذا الزيت المبارك الذي قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم.
وروى أن عوف بن مالك الأشجعى مرض، فقيل له: آلا نعالجك؟ فقال: ائتوني بالماء قم قال ائتوني بالعسل وائتوني بزيت، يعني زيت الزيتون، فجاءوه بذلك كله، فخلطه جميعاً، ثم شربه، فبرئ.

زيت الزيتون .. أطيب الزيوت وأكثرها بركة:

عرفنا حديثاً أن زيت الزيتون يقي من أخطر أمراض العصر، جلطة القلب، ويؤخر من تصلب الشرايين .. وتلاشت أخيراً الأسطورة التي كانت تقول: إن زيت الزيتون يزيد كولسترول الدم، ذلك الشبح الذي كان يقلق مضاجع الكثيرين، وتبين للعلم الحديث أن زيت الزيتون يخفض الكلسترول الضار ويحاربه أن كان في جسم الإنسان.
يقول الدكتور حسان شمس باشا، استشاري امراض القلب بمستشفى الملك فهد: شاءت إرادة الله تعالى أن يختص النساء ببعض من بركات هذا الزيت المبارك، فتوالت الدراسات العلمية في السنوات الأخيرة التي تشير إلى أن زيت الزيتون يقي من سرطان الثدي، وسرطان الرحم .. فقد ظهرت دراسة نشرت عام 1995م، أن استعمال زيت الزيتون قد أدى إلى انخفاض احتمال حدوث سرطان الثدي.

زيت الزيتون .. وصحة الطفل:

وزيت الزيتون هو أشهر الزيوت وأكثرها نفعاً .. وأسهله هضماً .. إذ أن المعروف من جميع أنواع الزيوت والدهون التي يتناولها الأنسان، لابد وأن تمر بعدة مراحل من التفاعلات أثناء الهضم لتحويلها إلى من مركبات معقدة إلى مواد بسيطة يسهل امتصاصها في الأمعاء .. ويقع عبء ذلك كله على الكبد،، مما يسبب له إرهاقاً، وخاصة إذا كان يعاني من مرض ما..
إذا كانت عملية هضم طعام دسم في المعدة تتطلب أكثر من خمس ساعات، فإن هضم وجبة مؤلفة من الخبز وزيت الزيتون لاتتطلب سوى نصف تلك المدة.
كما أن الطفل يتأثر بما تتغذى به أمه، فإن هي أحسنت اختبار الغذاء، منحته مما اختار الخير الكثير، وأنشأته على الغذاء السليم.
ففي دراسة أجريت في شهر فبراير 1996 بجامعة برشلونة الأسبانية، والتي أجريت على 40 مرضعاً، أخذت منهن عينات حليب (لبن) الأم .. وجد الباحثون أن معظم الدهون الموجودة في حليب الأم كانت من نوع الدهون المشبعة الوحيدة Monounsaturated ، ويعتبر هذا النوع بحق من أفضل أنواع الدهون التي ينبغي أن يتناولها الإنسان، وتوصى به منظمة الصحة العالمية .. وهذا النوع متوافر بكثرة في زيت الزيتون.

زيت الزيتون .. مطهر للجسم من النفايات:

وعودة إلى تصلب الشرايين ومرض شرايين القلب التاجية .. فالعلماء يؤكدون أن مضادات الأكسدة تفي الجسم من تصلب الشرايين والسرطان، وعدد آخر من الأمراض، وهناك دلائل تشير إلى أنها متوفرة في زيت الزيتون.
ليس هذا فحسب، بل إن دراسة نشرت في مجلة تصلب الشرايين Ath-erosclerosis عام 1995، أكدت أهمية تناول زيت الزيتون البكر الممتاز، وهو زيت العصرة الأولى .. وقد وجد الباحثون أن زيت الزيتون البكر يحتوي على كمية جيدة من مركبات فينول التي تمنع التأكسد الذاتي للزيت وتحافظ على ثباته.
وأوضحت دراسة أخرى درستها نفس المجلة في عددا الصادر في فبراير 1996، أن مركبات البولى فينول الموجودة بشكل خاص في النوع البكر الممتاز من زيت الزيتون، وقد تقي الجسم من مركبات سامة للخلايا تدعى: ((البيروكسايدز)).
أي أن مركبات البولي فينول تعمل على تطهير الجسم من تلك المركبات والنفايات السامة التي تؤدي إلى إصابة الجسم بالأورام السرطانية، والشيخوخة المبكرة.
وقد أكد العديد من الدراسات الوبائية، أن الذين يتناولون غذاءً غنياً بزيت الزيتون، هم أقل إصابة بالسرطان.
وينبغي التذكير بأن ملعقة كبيرة من زيت الزيتون تعطي نحو 120 سعراً حرارياً .. ولهذا لاينصح بالإفراط في تناوله خاصة لمن يعانون السمنة والبدانة خشية زيادة الوزن.

أنواع زيت الزيتون:

البكر الممتاز Extra virgin olive oil
زيت الزيتون البكر Virgin olive oil
زيت الزيتون الصافي Pure olive oil ويعتبر هذا النوع مثالياً في عمليات الطهي والقلي .. ينصح بإستخدامه بدلاً من الزيوت الأخرى كالمرجرين والزبدة ، وغيرهما ..
إنه زيت الزيتون المبارك ، كما وصفه رسول الله ، وكما جاء وصف شجرته بالقرآن الكريم.

جزاكى الله خيرا

جزانا وياكي ميس

نورتي التوبيك بمرورك

نحياتي